فن الفيديو: الفنان عادل عابدين نموذجا
يكاد يكون فن الفيديو السمة الغالبة في البينالة وكأنك ترى سلسلة اعمال ملتزمة كثيرا بعنوان البينالة ( الحدود السياسية وخيارات المعارضة ) حتى يبدو لك ان الصورة الناطقة والصوت المجسم القريب من اذنيك وكأنه صرحا افقيا ذا عمارة مبهمة مليئة بالاشكال الهندسية المعتمة اللون.
اينما تمشي تصطدم عيناك بشاشة عرض, في الشارع او في البيت تشاهد صورا ثابتة او متحركة ناطقة بأحجام واشكال مختلفة حتى في اجهزة الاتصال المحمولة بامكانك ان تستخدم الكاميرا والفيديو. نرى اليوم ان فن الفيديو اضحى وسيلة تعبيرية وليدة التكنلوجيا والوسائل التشكيلية وفن العمارة ليستخدم التشكيلي, الذي ليس بالضرورة ان يكون فنان فيديو متخصص, ادواته التركيبية كجزء من منجزه البصري ( الفيديو).
المتلقي وفن مابعد المعاصرة
كثيرا مايدور تجاذب اطراف الحديث واحيانا يحتدم النقاش بين الفنانين ومريدي الفن ليقف المتلقي خارج الموضوعة المطروحة ولاننسى هنا بأن العاملين في مجال الفن هم ايظا متلقون يشتركون مع المتلقين في تكوين نظاما فنيا اجتماعيا معينا وهكذا هو الامر منذ مئات السنين وسيكون هكذا ايظا مستقبلا. والسؤال هنا في كيفية استخدام واختيار الانسان دوره في هذا النظام الفني الاجتماعي القائم على قراءة الفنان الذكية لخبايا وهواجس محيطه, وقد يتملك المرء شعورا بأن استقلالية الفنان وتفرده في فترة محدودة وتحت ظروف محيطه ربما يؤدي الى التلاشي اوالدوران في حلقة مفرغة, والتاريخ سيكون قاسيا على الفنان اذ انه يأخذ فقط هؤلاء الفنانون الذين يقدمون فنا له معنى ولغزا ويطرح الاخرين جانبا. ولكن ماهو المعنى واللغز في الفن؛ اعتقد بأن دور النقد الفني والمؤسساتية كبيرين في الوصف والتحليل واحيانا التقييم من خلال لقاء الفنان المعني ومناقشته لخلق حوارا فكريا فنيا تتوضح فيه الرؤية بفك اللغز والوصول الى المعنى بغض النظر عن الاسلوب التقليدي او المعاصر ومابعده للفنان. ولايجوز للناقد تأمل العمل الفني والتعليق فقط وانما توضيح ماهو مبهم وتبويبه لبيان صورة مصغرة للعمل, ومجموعة صور نقدية تزيح الغموض عن العمل الفني المعاصر ومابعده بعيدا عن المجاملات والعلاقات الشخصية التي تفسد المتعة والوصول الى الحقائق. هناك البعض من النقاد الذين ينقصهم الولع والهيام بالعمل الفني ومتناسين ان العمل الفني وسيلة تعبيرية وليدة الاكتشافات العلمية والشواهد كثيرة على ذلك, وهذه الاكتشافات العلمية صممت ولونت من وحي الفنان لتكون مثلا على شكل هذه الشاشة او ذلك المصباح, وهو ايظا الاقرب في طرح التساؤلات وطريقة معالجتها اللاواعية ضمن اطار محيط الفنان والمتلقي, وبالتأكيد هناك فنونا لم تجد طريقها التلقائي بعد للمتلقي كفنون مابعد المعاصرة مثل الفيديو والتركيب منفصلين اومعا الذان اخذا بالنمو والانتشار ليصلا للمتلقي بحذر ووضوح في المجتمعات الغربية. وهذا مانراه جليا في عمل الفنان العراقي عادل عابدين ( 1973 - ) الذي يبتعد عن جمالية الفن ويقترب من الميكانيكية والفكرة الصريحة التي لاتقبل التأويل. يتكون العمل من شاشة عرض حجم 20 بوصة وجهاز دي في دي والى الجانب الايسر من الشاشة وعلى بعد مترا تقريبا وعلى الارض تشاهد ثمانية اكوام من ورق الكارتون الخفيف على ارتفاع بين 40 الى 70 سم تقريبا, كل ورقة حملت شكاوى المواطن العراقي مثل ( ماكو كهرباء) ( انتحاري ) باللغتين الانجليزية والعربية ليستطيع المتلقي اخذ نموذجا من الشكاوي. يعرض الفلم (4 دقائق) طفلة عراقية مغتربة في الرابعة من العمر تتلقى درسا في اللغة العربية من خلال ترديدها لبعض الكلمات العربية / اللهجة العراقية مع النص الانجليزي للمتلقي الغير ناطق بالعربية المتعلقة فقط بكوارث الانسان العراقي داخل العراق.
التشكيلي عابدين في سطور:
* ولد في بغداد 1973. * بكلوريوس كلية الادارة والاقتصاد, بغداد, 1994. * بكلوريوس اكاديمية الفنون الجميلة, رسم, بغداد, 2000. * ماجستيراكاديمية الفنون الجميلة , هلسنكي, 2005. * اقام ستة معارض شخصية بين عام 1990 – 2006 في بغداد وهلسنكي. * اقام تسعة معارض جماعية بين عام 1997 – 2006 في بغداد ومعظم الدول العربية وهلسنكي والمانيا وسلوفينيا. * حصل على العديد من الجوائز, من بينها الجائزةِ الأولى للفنانين العراقيينِ الشبابِ, 2002. * يقيم ويعمل في هلسنكي.
الهوامش:
1. آندي وورهول:
2. فالي اكسبورت: http://www.valieexport.org/index.php?english
3. جاليري التلفاز: http://tvgallery.ru/en/index.html
4. موقع الفنان عادل عابدين: http://www.adelabidin.com/