مالذي قدّمه مهرجان الفيلم العربي في
مالذي قدّمه مهرجان الفيلم العربي في روتردام للسينما العراقية؟
روتردام / عدنان حسين أحمد
تتصاعد وتيرة الاحتجاجات كلما اقترب مهرجان الفيلم العربي في روتردام من الموعد المحدد لإنطلاق فاعلياته وأنشطته الثقافية المتعددة. ومرّد هذه الاحتجاجات والتذمرات كثيرة أغلبها ناجم عن احتقانات شخصية، وبعضها تحصيل حاصل لسوء الفهم، وعدم الاحتكاك المباشر بطبيعة العمل الاداري وما يتطلبه من معطيات ومواهب لا تتوفر الاّ عند عدد ضئيل من الناس. ولكي نبتعد عن الملابسات والتخرصات لا بد من توصيف السمات العامة للمهرجان وما ينطوي عليه من محاور أساسية. يتبنى المهرجان خمس مسابقات وهي مسابقة الأفلام الروائية الطويلة والقصيرة، ومسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة والقصيرة التي تتنافس على جوائز الصقر الذهبي والفضي، ومسابقة أحسن عمل سينمائي روائي أول يحصل على جائزة الـ " ART " إضافة الى الجوائز التي تُسنَد الى أحسن ممثل وممثلة، آخذين بنظر الاعتبار أن أكبر جائزة من حيث القيمة المادية هي جائزة الـ " ART " التي تبلغ " 2000 " يورو، تليها جائزة جائزة الصقر الذهبي التي تمنح لأفضل فيلم روائي طويل وقيمتها " 1500 " يورو. أما جائزة الصقر الذهبي التي تُمنح لأفضل فيلم وثائقي طويل فتبلغ قيمتها المادية " 750 " يورو. وعلى الرغم من أن جوائز المهرجان ليست كبيرة قياساً بأي مهرجان عربي أو عالمي إلا أن هذا المهرجان الذي بلغ عامه الثامن لا يزال يسترعي انتباه السينمائيين العرب وبعض المخرجين الأجانب الذين نشاهد أفلامهم بين أوانٍ وآخر في العروض الخاصة والأنشطة الجانبية للمهرجان كأن يكون في " كارفان السينما الأوروبية – العربية " أو البرنامج المكرس لطلبة المدارس أو في البرامج الأخرى التي تقترحها إدارة المهرجان بحسب طبيعة المناخ العام الذي يحفِّز على استحداث محاور جديدة مثل محور " أفلام ضد الإرهاب " وما الى ذلك. كما أن الندوات والحلقات النقاشية لا تشذ عن هذه القاعدة حيث تتمحور على موضوعات جادة وأساسية تجمع بين الهمَّين السينمائي والفكري. ومن بين الملاحظات التي يثيرها بعض القراء والمتابعين، وبعض الشخصيات المُقنَّعة، مع الأسف، التي تحتجب وراء أسماء مُستعارة هي فكرة " عرْقنة " المهرجان، أو " توْنَسته " لأن المدير الفني للمهرجان عراقي وهو الأستاذ إنتشال التميمي، ورئيس المهرجان تونسي وهو الدكتور خالد شوكات. وحينما نقلتُ هذا التساؤل الى كلا الزميلين التميمي وشوكات مُستفسراً " وأنا المتابع للمهرجان منذ دورته الأولى وحتى الآن " أجابا بالحرف الواحد " أنهما لا يفضلان بلداً على بلدٍ عربي آخر مهما كانت الأسباب، لكن الأفلام الإبداعية المتاحة " وغير التجارية تحديداً " هي التي تفرض شروطها، وتجد طريقها الى المهرجان " وأضافا " بأن بعض البلدان العربية تنتج كل عام عدداً لا بأس به من الأفلام الروائية والوثائقية الطويلة والقصيرة ذات المضامين الجيدة، فلا غرابة أن يكون حضورها قوياً وملموساً." وعلى وفق هذا التصور فإن طبيعة الأفلام المشاركة تختلف من سنة لأخرى طبقاً للأفلام المُنتجَة سواء أكانت روائية أو وثائقية. دعنا ندقق في الأفلام التونسية الستة المشاركة في الدورة الثامنة للمهرجان ومسوغات مشاركتها في أكثر من محور. ففي حقل مسابقة الأفلام الروائية الطويلة عُرض فيلم " الحادثة " للمخرج رشيد فيرشيو، فيما عُرض فيلم " غير ممكن " للمخرج محمد بن بشير ضمن مسابقة الأفلام الروائية القصيرة. أما فيلما " جنون " لفاضل الجعايبي، و " سهرة العيد " لشيراز بو زيدي فقد عرضا في كارافان السينما الأوروبية – العربية، فيما وجد فيلم " أسرار الكسكس " طريقه الى حفل الإختتام. وهذه المشاركة معقولة جداً، خصوصاً وأن الأفلام التي دخلت المنافسة هي ثلاثة لا غير. فأين وجه الإنحياز الى الفيلم التونسي إذا كان المهرجان يعرض كل عام نحو 55 فيلماً؟ أما فيما يتعلق بالأفلام العراقية فهي ثمانية أفلام، سبعة منها وثائقية طويلة وقصيرة إضافة الى فيلم روائي قصير، وهذه الأفلام هي " الحياة بعد السقوط " للمخرج العراقي قاسم عبد والذي فاز بجائزة الصقر الذهبي، علماً بأن هذا العرض هو العرض العالمي الثاني بعد أن عُرض في ميونيخ وفاز بالجائزة الكبرى هناك. وفيلم " حرب، حب، رب وجنون " لمحمد الدراجي وهو فيلم وثائقي طويل يصور المعاناة الشديدة التي واجهها المخرج في أثناء تصويره لفيلمه الروائي الأول " أحلام " والذي سبق لمهرجان الفيلم العربي في روتردام أن عرضه في الدورة السابعة. أما الفيلم الثالث فهو " عكس الضوء " للمخرج قتيبة الجنابي، وهذا هو العرض العالمي الأول للفيلم والذي يعكس مدى إستجابة المخرجين العراقيين لمهرجان روتردام بحيث أنهم يفضلون هذا المهرجان كنقطة لإنطلاق أفلامهم وحاضنة لها. هناك فيلمان قدِما من داخل العراق في ظل هذه الظروف الحرجة والشائكة، ولعل فيلم " يوم في سجن الكاظمية للنساء " الذي يُعد إكتشافاً جديداً نظراً لطبيعة الثيمة الحساسة التي يتناولها الفيلم الوثائقي الذي أخرجه عدي صلاح. وكذلك فيلم " خارج الإطار " للمخرج نزار النداوي الذي سلَّط الضوء على مدينة السماوة العراقية من خلال مواطن عراقي يمحض الصور الفوتوغرافية حُباً لا نظير له. أما الفيلمان الآخران اللذان إشتركا في " الكارافان " فهما " عشق بغداد " لسعد جاسم الزبيدي، و الفيلم المميز الذي حمل عنوان " الطنجاوي " للمخرج خالد زهراو. الملاحظة الأولى اللافتة للإنتباه هي أن الأفلام في مجملها وثائقية، باستثناء فيلم " تقويم شخصي " وهو روائي قصير لبشير الماجد، وهذا ما يعزز ملاحظتنا السابقة بأن المهرجان محكوم سلفاً بما ينتج من أفلام، فلو كانت هناك أفلام روائية عراقية جيدة فستكون موجودة حتماً في محاور المهرجان المتعددة.
الاهتمام بالسينما المهاجرة
يؤكد المدير الفني إنتشال التميمي بأن المهرجان يضع نصب عينيه السينما الشابة، والسينما المهاجرة، والسينمائيين المهاجرين المقيمين في مختلف المنافي العالمية، لذلك فإن جل الإنتاج السينمائي العراقي في أوروبا وأمريكا واستراليا يجد طريقه الى المهرجان، ليس لأن المهرجان كبيراً وعظيماً ولا صنو له، وإنما نتيجة الثقة المتبادلة بين منظمي المهرجان من جهة، والمخرجين العراقيين من جهة أخرى. فالمعروف أن إنتشال التميمي يروّج للأفلام العراقية، ويقدمها الى أغلب المهرجانات المعروفة عربياً وعالمياً، ويكفي أن نشير هنا الى بعض المهرجانات التي إحتضنت السينما العراقية خلال السنوات الخمس الأخيرة مثل مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، والإسماعيلية، وقرطاج، ودبي، وأبو ظبي، وعُمان، ومهرجان العالم العربي في باريس، ومهرجان روتردام الدولي، وأمستردام، ومهرجان ألوان الأمريكي، ومهرجان باري الإيطالي، ومهرجان اليابان وسنغافورة والهند وعدد آخر من المهرجانات التي لا يسعنا ذكرها في هذا المجال. ولو تتبعنا الدورات السبع المنصرمة فسنجد أن حضور السينما العراقية واضح وملموس، والفضل يعود من دون شك لكل من التميمي وشوكات. ويمكن أن نورد بعض الأمثلة لتعزيز ما نذهب إليه. ففي الدورة الأولى عَرض المهرجان خمسة أفلام روائية ووثائقية وهي " الحارس " للفنان خليل شوقي، و " اليازرلي " لقيس الزبيدي، و " الأهوار " لقاسم حول، إضافة الى فيلم " شاعر القصبة " لمحمد توفيق، و " القطار " لقتيبة الجنابي. وقد كان المخرج المخرج قيس الزبيدي عضواً في لجنة التحكيم. وفي الدورة الثانية عُرضت ثلاثة أفلام وهي " سمفونية اللون " لقاسم حول، و " العُمق " لقتيبة الجنابي، و " جيان " لجانو روشبياني، وكان المخرج قاسم حوَل عضواً في لجنة التحكيم. أما في السنة الثالثة فقد عرض الفيلم الوثائقي المهم " إنسَ بغداد " لسمير، وكان المخرج عبد الهادي الرواي عضواً في لجنة التحكيم. اشتملت الدورة الرابعة على خمسة أفلام وهي " ناجي العلي، فنان ذو رؤية " لقاسم عبد، و " 16 ساعة في بغداد " لطارق هاشم، و " الرجل الذي لا يمل " لقتيبة الجنابي، و " الحرب " لمحمد الدراجي، و " صائد الأضواء " لمحمد توفيق وكان المخرج قاسم عبد رئيساً للجنة التحكيم. أما الدورة الخامسة فقد تضمنت ستة أفلام وهي " بغداد يلوغر " لسلام باكس، و " اللغة " لسمير زيدان، و " عراقيون والسينما " لخالد زهراو، و " العراق الى أين " لباز شمعون البازي، و " العراق موطني " لهادي ماهود، والفيلم الروائي " غير صالح للعرض " لعدي رشيد. وكان ضمن لجنتي تحكيم الأفلام الروائية والوثائقية كل من المخرجة ميسون الباججي، والناقد عدنان حسين أحمد. أما الدورة السادسة فقد إشتملت على ستة أفلام أيضاَ وهي " بورتريه للغائب " لحميد حداد، و " حاجز سوردا " لقاسم عبد، و " مُلوِّن في زمن الحرب " لكاظم صالح، و " أيام بغدادية " لهبة باسم، و " العراق أغاني الغائبين " لليث عبد الأمير، و الفيلم الروائي " أحلام " لمحمد الدراجي. وفي الدورة السابعة عُرضت ثلاثة أفلام وهي " عبور الغبار " لشوكت أمين كوركي، و " إشارة " لسعد الزبيدي، و " مراسل بغدادي " لقتيبة الجنابي، إضافة الى فيلم " أم سارة " للمخرج جيمس لانغلي، وكان الفنان نصير شمّة عضواً في لجنة التحكيم. يا ترى، ما الذي يمكن أن يفعله إنتشال التميمي للسينمائيين العراقيين بصورة خاصة وللسينما العراقية بشكل عام؟ أليس من الإجحاف أن يقال عنه أو عن زميله شوكات " بأنهما لا علاقة لهما بالسينما من قريب أو من بعيد! " متى يمكن أن نقول عنهما بأنهما مهمومان بالسينما؟ لقد أمضيا في الحقل السينمائي العملي نحو عشر سنوات حيث إختارا نحو " 450 " فيلماً روائياً ووثائقياً على مدى ثماني سنوات لمهرجان الفيلم العربي في روتردام. كما شاهدا المئات من الأفلام في المهرجانات العربية والعالمية ولم يفلت منهما أي مهرجان سواء في اليابان أو الهند أو سنغافورة أو براغ أو باريس أو كراكوف أو روما أو نيويورك أو دمشق أو القاهرة أو قرطاج أو دبي وسواها من المهرجانات المعروفة. ألا تخلق المشاركة في هذه المهرجانات ذائقة بصرية شديدة الحساسية؟ ولو تجاوزنا موضوع الانحياز الى السينما العراقية أو التونسية، أو محاولة النيل منهما، لا سمح الله، كما يدعي البعض، فإن ثقة المهرجان قد امتدت الى أغلب البلدان العربية بما فيها مصر والجزائر والمغرب وسورية ولبنان ودول الخليج العربي حيث يتوافد نجومها بإستمرار الى أروقة المهرجان ويكفي أن نذكِّر بأن يحيي الفخراني، وسميرة عبد العزيز، وليلى علوي، ولبلبة، ونور الشريف، وسناء موزيان، وأنيسة داوود، وسميحة أيوب، وأحمد السقا، وعزت العلايلي، وسامي العدل وعشرات المخرجين العرب قد حلوا ضيوفاً على هذا المهرجان، والغريب أن أحدهم إدعى بأن المهرجان لا يستضيف سوى الشخصيات المتقاعدة في إشارة الى كبر سنهم. يا ترى، متى كان كبر السن عيباً؟ خلاصة القول إن الجهود التي يبذلها كل من خالد شوكات وإنتشال التميمي وفريق العمل المؤازر لهم هي كبيرة بحق، وقد أسسَت لمهرجان سينمائي يستقطب كل عام نحو ستين ضيفاً جلهم من الفنانين والمخرجين ونقاد السينما والتقنيين والإعلاميين العرب. تحية لهذا الفريق المثابر، ولنشد على أيدي الزميلين شوكات والتميمي اللذين يستحقان التحية والتكريم بدل الإساءة والتجريح.
الاهتمام بالسينما المهاجرة
يؤكد المدير الفني إنتشال التميمي بأن المهرجان يضع نصب عينيه السينما الشابة، والسينما المهاجرة، والسينمائيين المهاجرين المقيمين في مختلف المنافي العالمية، لذلك فإن جل الإنتاج السينمائي العراقي في أوروبا وأمريكا واستراليا يجد طريقه الى المهرجان، ليس لأن المهرجان كبيراً وعظيماً ولا صنو له، وإنما نتيجة الثقة المتبادلة بين منظمي المهرجان من جهة، والمخرجين العراقيين من جهة أخرى. فالمعروف أن إنتشال التميمي يروّج للأفلام العراقية، ويقدمها الى أغلب المهرجانات المعروفة عربياً وعالمياً، ويكفي أن نشير هنا الى بعض المهرجانات التي إحتضنت السينما العراقية خلال السنوات الخمس الأخيرة مثل مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، والإسماعيلية، وقرطاج، ودبي، وأبو ظبي، وعُمان، ومهرجان العالم العربي في باريس، ومهرجان روتردام الدولي، وأمستردام، ومهرجان ألوان الأمريكي، ومهرجان باري الإيطالي، ومهرجان اليابان وسنغافورة والهند وعدد آخر من المهرجانات التي لا يسعنا ذكرها في هذا المجال. ولو تتبعنا الدورات السبع المنصرمة فسنجد أن حضور السينما العراقية واضح وملموس، والفضل يعود من دون شك لكل من التميمي وشوكات. ويمكن أن نورد بعض الأمثلة لتعزيز ما نذهب إليه. ففي الدورة الأولى عَرض المهرجان خمسة أفلام روائية ووثائقية وهي " الحارس " للفنان خليل شوقي، و " اليازرلي " لقيس الزبيدي، و " الأهوار " لقاسم حول، إضافة الى فيلم " شاعر القصبة " لمحمد توفيق، و " القطار " لقتيبة الجنابي. وقد كان المخرج المخرج قيس الزبيدي عضواً في لجنة التحكيم. وفي الدورة الثانية عُرضت ثلاثة أفلام وهي " سمفونية اللون " لقاسم حول، و " العُمق " لقتيبة الجنابي، و " جيان " لجانو روشبياني، وكان المخرج قاسم حوَل عضواً في لجنة التحكيم. أما في السنة الثالثة فقد عرض الفيلم الوثائقي المهم " إنسَ بغداد " لسمير، وكان المخرج عبد الهادي الرواي عضواً في لجنة التحكيم. اشتملت الدورة الرابعة على خمسة أفلام وهي " ناجي العلي، فنان ذو رؤية " لقاسم عبد، و " 16 ساعة في بغداد " لطارق هاشم، و " الرجل الذي لا يمل " لقتيبة الجنابي، و " الحرب " لمحمد الدراجي، و " صائد الأضواء " لمحمد توفيق وكان المخرج قاسم عبد رئيساً للجنة التحكيم. أما الدورة الخامسة فقد تضمنت ستة أفلام وهي " بغداد يلوغر " لسلام باكس، و " اللغة " لسمير زيدان، و " عراقيون والسينما " لخالد زهراو، و " العراق الى أين " لباز شمعون البازي، و " العراق موطني " لهادي ماهود، والفيلم الروائي " غير صالح للعرض " لعدي رشيد. وكان ضمن لجنتي تحكيم الأفلام الروائية والوثائقية كل من المخرجة ميسون الباججي، والناقد عدنان حسين أحمد. أما الدورة السادسة فقد إشتملت على ستة أفلام أيضاَ وهي " بورتريه للغائب " لحميد حداد، و " حاجز سوردا " لقاسم عبد، و " مُلوِّن في زمن الحرب " لكاظم صالح، و " أيام بغدادية " لهبة باسم، و " العراق أغاني الغائبين " لليث عبد الأمير، و الفيلم الروائي " أحلام " لمحمد الدراجي. وفي الدورة السابعة عُرضت ثلاثة أفلام وهي " عبور الغبار " لشوكت أمين كوركي، و " إشارة " لسعد الزبيدي، و " مراسل بغدادي " لقتيبة الجنابي، إضافة الى فيلم " أم سارة " للمخرج جيمس لانغلي، وكان الفنان نصير شمّة عضواً في لجنة التحكيم. يا ترى، ما الذي يمكن أن يفعله إنتشال التميمي للسينمائيين العراقيين بصورة خاصة وللسينما العراقية بشكل عام؟ أليس من الإجحاف أن يقال عنه أو عن زميله شوكات " بأنهما لا علاقة لهما بالسينما من قريب أو من بعيد! " متى يمكن أن نقول عنهما بأنهما مهمومان بالسينما؟ لقد أمضيا في الحقل السينمائي العملي نحو عشر سنوات حيث إختارا نحو " 450 " فيلماً روائياً ووثائقياً على مدى ثماني سنوات لمهرجان الفيلم العربي في روتردام. كما شاهدا المئات من الأفلام في المهرجانات العربية والعالمية ولم يفلت منهما أي مهرجان سواء في اليابان أو الهند أو سنغافورة أو براغ أو باريس أو كراكوف أو روما أو نيويورك أو دمشق أو القاهرة أو قرطاج أو دبي وسواها من المهرجانات المعروفة. ألا تخلق المشاركة في هذه المهرجانات ذائقة بصرية شديدة الحساسية؟ ولو تجاوزنا موضوع الانحياز الى السينما العراقية أو التونسية، أو محاولة النيل منهما، لا سمح الله، كما يدعي البعض، فإن ثقة المهرجان قد امتدت الى أغلب البلدان العربية بما فيها مصر والجزائر والمغرب وسورية ولبنان ودول الخليج العربي حيث يتوافد نجومها بإستمرار الى أروقة المهرجان ويكفي أن نذكِّر بأن يحيي الفخراني، وسميرة عبد العزيز، وليلى علوي، ولبلبة، ونور الشريف، وسناء موزيان، وأنيسة داوود، وسميحة أيوب، وأحمد السقا، وعزت العلايلي، وسامي العدل وعشرات المخرجين العرب قد حلوا ضيوفاً على هذا المهرجان، والغريب أن أحدهم إدعى بأن المهرجان لا يستضيف سوى الشخصيات المتقاعدة في إشارة الى كبر سنهم. يا ترى، متى كان كبر السن عيباً؟ خلاصة القول إن الجهود التي يبذلها كل من خالد شوكات وإنتشال التميمي وفريق العمل المؤازر لهم هي كبيرة بحق، وقد أسسَت لمهرجان سينمائي يستقطب كل عام نحو ستين ضيفاً جلهم من الفنانين والمخرجين ونقاد السينما والتقنيين والإعلاميين العرب. تحية لهذا الفريق المثابر، ولنشد على أيدي الزميلين شوكات والتميمي اللذين يستحقان التحية والتكريم بدل الإساءة والتجريح.
كتابات