« Home | العطر روايةً وفيلماً » | سدني پولاك : أيقونة الزمن الجميل » | ايام المجد .. ايام العرب المنسية » | السينما العراقية في ظل الاحتلال » | العالم بعين سينمائية واحدة » | لو لم يكن مارادونا لاعب كرة، لكان ثائراً » | خفة الكائن التي لاتحتمل » | اوليفر ستون وعنف المواجهة » | السينما العراقية وشروط الخطوة الأولى » | تيك 4 » 

الاثنين، 22 سبتمبر 2008 

انتهى من تصوير فيلمه بعكازي حديد



انتهى من تصوير فيلمه بعكازي حديد ...

المخرج العراقي عماد علي: أنا موجود في فيلمي رغماً عني


فجر يعقوب


ربما كان يكفي المخرج العراقي الشاب عماد علي أن يتجول بكاميرا رقمية خفيفة في شوارع بغداد ليصور فيلمه (شمعة لمقهى الشهبندر)، وأحياناً وحيداً ومن دون رفقة المصور حتى، ليتعرض لمحاولة اغتيال بشعة كادت تودي بحياته سوف نشهد عليها في تفاصيل فيلمه (23 دقيقة)، خاصة وأنه خرج من فيلمه إلى رفيقين جديدين له في الحياة لا يتعديان كونهما عكازين من الحديد.

وفي التفاصيل التي يرويها عماد في فيلمه، وقد جلس أمام الكاميرا دامع العينين، إذ ان «هول المأساة رهيب»، وبعد أن يمر بالكاميرا الخفيفة على ضيوف فيلمه من رواد شارع المتنبي ومقهى الشهبندر الذي تحول إلى أطلال وركام يقول: «لقد تعرض بيتي لهجوم بالهاونات من قبل الجماعات المسلحة، وسقطت ثلاث قذائف هاون عليه ما أحاله إلى ركام، ولتنفجر أسطوانات الغاز ما جعل منه كتلة لهب هائلة احترق فيه أبي وزوجتي».ويتذكر المخرج العراقي كيف طغى تفجير شارع المتنبي «شارع الثقافة والكتب» على آلامه الشخصية، خاصة أن صاحب المقهى وثلاثة من أبنائه قضوا أيضاً في التفجير الإرهابي الجبان.ويقول علي في فيلمه وهو ممدد على السرير يتابع تغيير ضمادات جرحه: «بعد تدمير بيتي بثلاثة أشهر تعرضت لمحاولة اغتيال من قبل مسلحين مجهولين، أطلقوا النار على ساقي، ثم في صدري. ولولا شجاعة فتاة عراقية قامت بإيقاف سيارة لتنقلني إلى المشفى لصفي دمي في الشارع».وعماد علي الذي اعتاد رفقة العكازين يقول رداً على تساؤل حول إمكان عمل فيلم مستلهم من شيء شخصي: «ما هو واضح لي منذ البداية هو أنني لم أرد أن أضمن الفيلم جوهر الحادثتين، اللتين تعرضت لهما، ولكن شئت أو أبيت وجدت نفسي في خضم الحدث نفسه، والمخرج قاسم عبد الأستاذ في كلية السينما والتلفزيون المستقلة، وهو الجهة المنتجة لفيلمي هو من اقترح أن أدخل الحادثتين في نسيج الفيلم، لأن الحادثتين اللتين تعرضت لهما كانتا بسبب الفيلم نفسه. وأنا ترددت كثيراً في البداية لأنني لا أبحث عن استعطاف الناس. لقد أردت أن أروي قصة مقهى الشهبندر من دون التطرق إلى مأساتي الشخصية. ولكن الذي حدث هو محاولة إيصال رسالة للعالم ليعرف الطريقة التي يعمل فيها المخرج العراقي، وقاسم عبد هو من نصحني بإيصال هذه الرسالة بهذه الطريقة».
ويقول علي حول إبقائه الفيلم بهذه الحالة التي خرج فيها إلى النور ليدور على بعض المهرجانات ويحظى بتعاطف وبعض الجوائز: «عندي ساعة كاملة مصورة لم أستخدمها من قبل لأنها ضاعت أثناء نقلها من بغداد إلى دمشق من أجل انجاز العمليات الفنية في العاصمة السورية، ولكن بعد ذلك عثرنا على هذه المادة وسوف أعمل من جديد على مونتاج الفيلم مرة أخرى، خاصة وأنها مادة غنية مصورة عن المقهى لحظة تفجيره، فيما المواطنون يقومون بعليات الإنقاذ والإطفاء».ويضيف علي، متأثراً أن ضياع هذه المادة في البداية لم يمنعه إطلاقاً من إخراج فيلمه، «نحن نعيش ونعمل في ظروف استثنائية، وبالتالي ليس هناك ما يمنع من تصوير ربع فيلم أو نصف فيلم، فما يمر به العراق يحتاج إلى توثيق كل دقيقة منه، خاصة أن عدم تصوير الأفلام لأي سبب من الأسباب سوف يعني بطريقة ما أن العصابات الإرهابية هي صاحبة الشأن في بلادنا».يذكر أن «شمعة لمقهى الشهبندر» حظي بالجائزة الثالثة في مهرجان الخليج السينمائي الأول، ما سمح لصاحبه بالبقاء فترة أطول للعلاج في مدينة دبي، فساعد كثيراً في التخفيف من حجم آلامه وإعاقته في شكل كبير.

الحياة

مقالات ـ دراسات ـ نصوص اخرى is powered by Blogspot and Gecko & Fly.
No part of the content or the blog may be reproduced without prior written permission.
First Aid and Health Information at Medical Health