« Home | سدني پولاك ـ القسم الثالث » | مالذي قدّمه مهرجان الفيلم العربي في » | سدني پولاك : القسم الثاني » | انتهى من تصوير فيلمه بعكازي حديد » | العطر روايةً وفيلماً » | سدني پولاك : أيقونة الزمن الجميل » | ايام المجد .. ايام العرب المنسية » | السينما العراقية في ظل الاحتلال » | العالم بعين سينمائية واحدة » | لو لم يكن مارادونا لاعب كرة، لكان ثائراً » 

السبت، 11 أكتوبر 2008 

حرب العراق في سينما هوليوود


باول فارهي


بعد خمس سنوات من الصراع في العراق، يبدو ان هوليوود قد تعلمت درسا واقعيا مفاده ان الاشياء الوحيدة الاقل شعبية من الحرب نفسها هي الافلام والمسلسلات التلفزيونية المتعلقة بهذا الصراع.لم تفشل الاعداد الكبيرة
من الافلام والعروض التلفازية المعتمدة على ثيمة العراق في شباك التذاكر فقط. لقد فشلت ايضا في اثارة المشاهد على الرغم من النجوم الكبار والميزانيات الضخمة والاهداف الجدية لها.ويثير الاستقبال غير الشديد من الجمهور سؤالا هو: هل ان الجمهور يتفادى موضوعة الحرب؟ ام انهم وبكل بساطة يصوتون ضد الطريقة التي صورها فيها صناع تلك الافلام؟ويركز الفلم الاخير عن الحرب في العراق والذي عنوانه" وقف- النقص" على جندي اميركي شاب (رايان فيليبي) الذي عاد الى منزله من القتال فقط لتصدر له الاوامر بالعودة للخدمة وفقا للاجراء العسكري غير الطوعي للتجنيد المسمى (وقف- النقص). ويثير هذا الفيلم بعض الاسئلة الجديرة بالملاحظة حول السياسة وحول تأثير الحرب في عقول وأجسام الاشخاص الذين يخوضونها.ويعني ذلك -اذا ما كان التاريخ القريب دليلا مرشدا- فان " وقف- النقص" يمكن ان يواجه وقتا صعبا في الحصول على الجمهور.

فقد تلقى فيلم " في وادي الله" المبني على ثيمة العراق وقام ببطولته تومي لي جونز وسوزان ساراندون، ملاحظات نقدية مختلطة ولكنه حاز على القليل من المكاسب على الصعيد المالي منذ عرضه في شهر ايلول الماضي ( 6.8 ملايين دولار في الداخل الاميركي). واخرج برايان دي بالما فيلم " المنقح" الذي تناول قصة وحدة عسكرية مرتدة حيث لم يشاهده إلا القلة عند عرضه لفترة محدودة في تشرين الثاني الماضي (حقق مبلغ 65.388 دولاراً في شباك التذاكر).وكان هنالك استقبال محدود لفيلم " لقد رحلت غريس" في العام 2007 والذي تعامل فيه النجم جون كوساك مع تداعيات مقتل زوجته في العراق، وفيلم" منزل الشجاع" في العام 2006 والذي كان حول مجموعة من الجنود (من ضمنهم صاموئيل ال جاكسون وجيسيكا بايل) يحاولون التكيف مع الحياة بعد الحرب وفيلم " الوضع" العام 2006 حول مثلث حب وسط الصراع.ولا تبدو الصورة اكثر اشراقا عندما تم توسيع الاطار ليشمل الافلام الاخيرة التي تتعامل مع الحرب على الارهاب.وظهرت ميريل ستريب في اثنين من هكذا اخفاقات في العام الماضي وهما " اسود وحملان" (مع توم كروز وروبرت ريدفورد) وفيلم" التخلي" (مع ريزي ويثيسبون و جاكي غايلانهال). وكان فيلم " المملكة" وهو رواية مثيرة معادية للارهاب تجري احداثها في السعودية حيث يظهر فيه جايمي فوكس وجينيفر غارنر كعميلان للاف بي اي ، قد حقق اداء افضل نوعا ما . وحصل الفيلم على 47.5 مليون دولار عند عرضه في داخل الولايات المتحدة، على الرغم من تواضع هذا المبلغ في ضوء ميزانية انتاج " المملكة" والبالغة 70 مليون دولار. (وللمقارنة فان فيلم" انذار بورني" مبلغ 227.5 مليون دولار في مبيعات شباك التذاكر عند عرضه في الصيف الماضي).ولم تحقق الكوميديا- اذا ما كان هنالك شيء يمكن ان نضحك عليه- اداء افضل بكثير فقد حقق فيلم " قوة دلتا" الرديء الذي عرض في الصيف الماضي ودار حول جنود متجهين الى العراق والذين يفشلون في ادراك انهم قد هبطوا في المكسيك، ثمانية ملايين دولار فقط. ووصفت صحيفة سان فرانسيسكو تشرونيكل الفيلم كالأتي: الشخصيات جاهلة ومؤيدين للعنصرية، لكنها على الاقل شخصيات مؤيدة للعنصرية مشمئزة من ذاتها.وكانت الافلام الوثائقية التي تؤرخ الحرب من بين افضل الافلام مشاهدة في السنوات القليلة الماضية، لكنها ايضا صارعت تجاريا. واحد الامثلة " تاكسي الى الجانب المظلم" الذي فاز بجائزة الاوسكار في شباط الماضي لافضل فيلم وثائقي لتنقيبه في حالات التعذيب في العراق وافغانستان، قد حصل على مبلغ 180 الف دولار منذ عرضه وهذا المبلغ يوازي ما حصل عليه فيلم " الرجل العنكبوت 3 " في عرضين من عروضه المتعددة خلال ليلة افتتاح عرضه. والفيلم الوثائقي الاخر الذي نال الاستحسان العام 2007 هو " لا نهاية في الافق" والذي حصل على 1.4 مليون دولار فقط. (والاستثناء الوحيد الكبير في هذه الفئة هو فيلم مايكل مور " فهرنهايت 11/9 " الذي يعتبر الفيلم الوثائقي الذي حقق اعلى ايراد حتى الان حيث جمع مبلغ 222.4 مليون دولار في مبيعات شباك التذاكر حول العالم منذ عرضه اواسط العام 2004 ).

اما في التلفاز فان السلسلة الاولى والوحيدة حول الاميركان في العراق هي " هناك" قد استمرت لفترة 13 حلقة في صيف 2005 قبل ان يتم التخلي عنها من قبل قناة اف اكس التي كانت تنتجها.ويقول ستيفن بوشوكو الكاتب والمنتج التلفزيوني الذي آلف مسلسل" هناك" انه من الصعب خلق دراما حول الحرب بينما المشاهدون يشهدون الشيء الحقيقي في وقته الحقيقي مضيفا" ان شعوري العام هو ان الناس يرون صورا مروعة من الحرب على التلفاز يوميا في الاخبار وهي صور محبطة وواقعية فعلا. ومع هكذا خلفية فان مسلسل حول الحرب هو اكثر ما يرغب الناس في مشاهدته “.وبينما تضع ستوديوهات بارامونت بيكتشرس نصب عينها الضجر الاميركي من الحرب، فقد قللت من طرح مسألة العراق في تسويقها لفيلم" وقف- النقص". فدعاية الفيلم التي ادارتها كيمبيرلي بيرسي احتوت على القليل من مقاطع القتال مع التأكيد على البنية الشبابية الجذابة ومناظر البلدة الصغيرة في تكساس. ويظهر الملصق الاعلاني ابطال الفيلم وهم يضحكون من قمرة السيارة.ويقول راندون غراي رئيس وناشر موقع بوكس اوفيس موجو على الانترنت، ان ذلك اسلوب ذكي. ويعتقد غراي ان الفيلم الذي جرى تسويقه بقوة للمراهقين والشباب في العشرينيات يمكن ان يكون الفيلم الاول الذي يتفادى ما آلت اليه الافلام الاخرى بشأن العراق، مضيفا" انها دراما آدمية حميمية اكثر من كونها فيلما سياسيا تبشيريا. ويبدو انه يحوي صورا مترابطة اكثر مما رأيناه حتى الأن حول العراق “.وتقول بيرسي ان موضوع العراق ليس موضوعا يصعب حله كما تم تسويقه من قبل مسوقي الافلام وتضيف" ان من واجبي ان امتع الجمهور وبرأيي فان هذا هو الشيء الذي لم يجده الجمهور.. الشيء الذي يلمس قلبك ويجعلك تقول يجب ان اذهب وارى ذلك لانني ارغب في التورط في هذه التجربة العاطفية “.وتقول " اذا ما عدنا الى افلام الحرب الكبيرة، لا اعتقد انها موضوع صعب متأصل. انا اعتقد فقط اننا يجب ان نجد الانسانية فيه. ان هنالك مقداراً عظيماً من الانسانية في الصراع الحربي وفي العائلات التي ترسل الناس الى هناك وما تمر به الثقافة هنا وما يجري هناك. يتوجب عليك فقط ان تجد طريقا الى تلك الامور".وعلى الرغم من هكذا مسار غريب الاطوار، فان المزيد من الافلام في طريقها للعرض مثل " كابح الآذى" حول نخبة من فريق اميركي لابطال القنابل والذي انتهى انتاجه مؤخرا و " العودة" يلعب فيه ريتشل ميكادمس دور محارب مخضرم في حرب العراق والمزمع عرضه في وقت مبكر من العام القادم. وسيم في تموز القادم عرض فيلم" جيل القتل" المبني على مشاهدات الصحفي ايفان رايت حول الاسابيع القليل الاولى للغزو.ويشير المؤرخ جونثان كونتز المختص بالافلام الى ان اكثر الافلام الحربية بقاء في الذاكرة تظهر بعد سنوات من انتهاء الصراع عندما تمتلك الأمة الوقت للتمعن في تلك التجربة والعواقب التاريخية التي ستبرز نتيجة لنجاح الحرب او فشلها.وقد جاءت كلاسيكيات الافلام الخاصة بفيتنام بعد سنوات من مغادرة اخر الجنود الاميركان لارض المعركة، لكن ما سيتمخض عنه الأمر في العراق يبقى سؤالا مفتوحا مع بقاء الالتزام العسكري الاميركي في البلد عرضة للجدل المستمر.لكن كونتز يتفق مع بوشكو حاليا فيقول: يتم امطارنا بالمعلومات حول العراق طول اليوم ، ونحن نعلم فعلا الكثير عن الأمر ولسنا بحاجة لتعلم المزيد عنه من خلال الافلام. حاليا تعد الحرب شيئا يرغب الناس في نسيانه والهروب منه. وانا اتحدث نيابة عن الجمهور الاميركي حين أقول ( اي تطفل هذا).

الصباح

مقالات ـ دراسات ـ نصوص اخرى is powered by Blogspot and Gecko & Fly.
No part of the content or the blog may be reproduced without prior written permission.
First Aid and Health Information at Medical Health