الفلم العراقي يفوز في المهرجان العالمي مون دانس
بقلم الدكتورة كاترين ميخائيل
قبل ايام رجعت من المهرجان السينمائي العالمي "مون دانس" في كولورادو . وجدت اشياء عجيبة غريبة كلها تصب في حقيبة السلام واهمها السيدة منظمة المهرجان الزابيت انكلش . هذه السيدة عمرها 66 عاما شقراء نحيفة طويلة ذو حركة لولبية في المهرجان . وقفنا نتحدث معها . سألنا بعض الاسئلة عن المهرجان الذي تقوم بتنظيمه هذه الشقراء العملاقة لعشرة سنين كل عام في مدينة . بدأت ترد علينا بكل اسهاب وتواضع وروح انسانية عالية . ومن جملة ماقالته : انا لم استفد من المهرجان ولا دولار واحد كله اصرفه على مصاريف المهرجان واذا فضلت نقود تذهب الى اعمال الخير والفقراء , ثم أضافت انا اعيش على التقاعد واشتري كل ملابسي واغراضي من salvation Army)) هذه منظمة انسانية تجمع الاغراض والملابس المستعملة من الناس وتبيعها باسعار زهيدة جدا لتستطيع الطبقات الفقيرة في امريكا شرائها . هذه الامراة تعطي كل الاموال للفقراء وهي تعيش نفس حياة الفقراء لاتملك الا ميزانية محدودة تجعلها تعيش حد الكفاف . اعجبت بها وقبلتها مرتين عندما قالت كرست حياتي لخدمة السلام . اتمنى من السياسيين العراقين " عزا الله جلهم ان يقتدو بهذه العملاقة "
اتصل بي قبل سفري الى المهرجان مخرج الفلم الوثائقي العراقي السيد جوزيف كونستاتينو وطلب مني مشاهدة الفلم المرشح لهذه الجائزة وتقييم الفيلم باعتباري عراقية واستلم جائزة فلمه الذي شارك في هذا المهرجان حيث شارك الف فيلم , اسم الفيلم( ايام بغداد اذار 2003 ) الذي حاز الجائزة . طلب المخرج ان اقيم الفلم واجب على اسئلة المشاهدين بعد عرض الفلم من وجهة نظر عراقية . رغم اني لست ناقدة سينمائية لكني احد ضحايا النظام السابق والنظام الحالي في بغداد مدينة السلام والوئام من حقي ان ابدي رأي المتواضع بالفلم .
1- فلم وثائقي صوره مصور عراقي فاضل قدوم شاب شيعي من بغداد له زوجة وطفلين . ابدع الفلم بوضع صورة عن الحرب وزحفات القوات الى بغداد وانهيار الجيش العراقي بلحظات . ابدع الفلم بعرض صورة واقعية عن هشة نظام صدام الذي كان يصور للعالم جبروت الدكتاتور الفارغ كان كله "اعلام x اعلام " كما ابدع الفيلم بعكس الصورة الحقيقية للشعب العراقي التي تمثلت بالفرح والسرور واستقبال التغير وسقوط الدكتاتور بعد سقوط النظام . الشعب خرج من سجن كبير اسمه عراق صدام . ابدع الفلم بعكس الصورة الحقيقية عن شجاعة وتصوير الشاب العراقي سائق سيارة تاكسي الذي عكس وكأنه مصور محترف . الفلم يعكس معاناة عائلة عراقية كلها بحجاب ويعكس الارهاب الموجود في الشارع العراقي ابنة فاضل مصور الفلم تلعب في البيت وامام الكاميرة كأي طفلة ذكية مهذبة بدون ان يغطى راسها لكن في احدى اللقطات يلبسها الحجاب لانها سوف تخرج من البيت ليحافظ عليها من ايدي الارهاب الدخيل . لكن لدي ملاحظات جدية عن الفلم .
2- للاسف المصور فاضل لم يعكس الصورة الحقيقية لمكونات الشعب العراقي حيث عكس فقط الجانب الشيعي والديني فيه . نعم اضطهد صدام ابناء العراق وكان اهل الجنوب في المقدمة لكن الاضطهاد والقتل والذبح كان يوزع بالتساوي على كل المواطنين العراقيين الذين يرفضون سياسة النظام. الذين احتفلو في ساحة الفردوس بسقوط الصنم كانو من كل شرائح الشعب العراقي . لم يوضح المصور هذا الجانب هذا تجني على الشعب العراقي المغبون . الاتجاه الديني الشيعي الذي عكسه المصور في الفيلم غطى على الفيلم عندما صور الحسينية الدموية . التي يشارك فيها الملايين من الشيعة لكن ليس الملايين دمويين هناك الكثيرين الذين يساهمون بجانب سلمي . في الحسينية جوانب ومراسيم كثيرة رائعة وانسانية لااستطيع ان انتقد الصلاة والمراسيم الاخرى كالحصن الملونة التي تسير امام الموكب . تقديم وجبة الغذاء المجانية التي تقدمها الجوامع وعامة الناس ماهي الا سمة انسانية عالية كما تعرض في الكرنفالات العالمية . لكنه ابرز اللطمية الدموية وتعذيب النفس كأنه يفتخر بها ويأتي ليببرها الاستاذ الجامعي اياد القزاز من كاليفورنيا ليقول هذه كانت موجودة عند الكنيسة في القرون الوسطى ما هذا التبرير الذي لايجوز امراره من قبل استاذ جامعي يعيش في كاليفونيا .لقد مر قرون على تلك الظاهرة وهل الان نشوه سمعة المذهب الشيعي بهذا النفس الدموي الاطفال يعذبو ويدمون انفسهم . هذا نوع من انواع التعذيب اللامقبول المخجل. انا عراقية ايضا اضافة الى ان ليس كل الشيعة يؤمنون بهذا المبدأ الدموي الذي يرفضه العالم اجمع . التعذيب ترفضه المعاهدات والمواثيق الدولية سواء اكان من شخص ضد اخر او من شخص ضد نفسه ولا سيما هناك اباء يقدمون اولادهم باعمار اشهر للتطبير ايضا هذا بحد ذاته مرفوض عالميا وانسانيا ومخالف للقوانين الدولية التي منعت التعذيب ما ذنب هذا الطفل يدمى وهو لايعرف لماذا ولا يستطيع الدفاع عن نفسه ؟
3- الفلم يعكس نظرة طائفية شيعية ضيقة نحن نحتاج السلام والوئام في العراق انا كلدانية مسيحية لو سمحت لي الفرصة لاصور العراق اصوره بكل اطيافه وقومياته وفئاته . العراق الان يحتاج العراقين جميعا وليس الى الشيعة المتطرفين والان بهذا الجانب اتكلم عن انتهازية بعض رجال الدين والسياسيين المتدينين الذين يتلونو يوميا بلون فقط ليحافظو على كراسيهم . لا يخصني من اي دين او مذهب جاءوا . لكن يهمني ان لايفرضو طقوسهم على الشعب العراقي اجمع لكونهم الاكثرية او اقلية .
4- ظاهرة تحجب الفتيات الصغيرات بعمر البراعم وهن متحجبات مفروضة عليهن هذه القطعة القماشية التي تشوه منظر الطفولة البريئة . سؤلت عن هذه الظاهرة وكانت اجابتي كالاتي : اننا محتلون من قبل ايران . ايران التي ادخلت الينا القامات والزناجيل والدماء والحجاب الذي يفرض على البراعم الصغيرة .
5- الفلم يغذي الطائفية وغير صحيح عرضه بهذه الصورة المخجلة وعكس صورة فئة واحدة من الشعب العراقي .لاسيما ونحن بحاجة الى جمع شمل العائلة العراقية الكبيرة من شماله الى جنوبه . د. كاترين ميخائيل
ايلول 2008
الجيران