« Home | فيلم " فايروس " لجمال أمين » | من يعيد الحياة الى السينما العراقية » | كل شيء سينما .. الحياة العملية لـ جان لوك غودار » | ذاكرة الشعوب في السينما » | الفلم العراقي يفوز في المهرجان العالمي مون دانس » | حرب العراق في سينما هوليوود » | سدني پولاك ـ القسم الثالث » | مالذي قدّمه مهرجان الفيلم العربي في » | سدني پولاك : القسم الثاني » | انتهى من تصوير فيلمه بعكازي حديد » 

الأربعاء، 11 فبراير 2009 

حرب العراق في السينما


علاء المفرجي

يذهب الكثير من المتخصصين، فضلاً عن إحصاءات شباك التذاكر، الى أن الأفلام التي تناولت حرب أمريكا في العراق حتى الآن، لم تستطع ان تحقق حضورا لافتا وان كان بعضها قد اعتلى منصات الفوز لعدد من المهرجانات السينمائية المهم، كما حصل مع فلم المخرج الكبير بريان دي بالما ( ريداكتد) في مهرجان فينيسيا السينمائي بحصوله على الأسد الفضي فيه.

وللسينما الأمريكية تاريخ حافل بآلام الحرب. فقد أسهمت قلعة الصناعة السينمائية هوليوود في إنتاج الكثير منها خلال وبعد الحرب الكونية الثانية لرفع معنويات جنودها، وأيضاً خلال التورط الأمريكي في فيتنام.

وربما كان التطور الكبير لوسائل الاتصال الذي بلغ ذروته مع دخول أميركا هذه الحرب خاصة مع التغطية التلفزيونية المباشرة لتفاصيلها، الاثر الكبير في إضعاف رغبة الجمهور في البحث عن تفاصيل أخرى لها. وان كانت مسؤولية السينما والفن بشكل عام في طرح الأسئلة الصعبة.لكن يبقى هذا الأمر افتراضاً ليس الا، خاصة مع تعدد واختلاف وجهات النظر حول هذا الموضوع بل ان ما يدحض مثل هذا الرأي يأتي من خلال احد هذه الأفلام وأهمها، ونعني به هنا فيلم دي بالما (ريداكتد) او المنقح الذي يستمد عنوانه من وصف ما يحدث من تنقيح وتعديل ورقابة للتقارير الإخبارية الواردة من مناطق الحرب المشتعلة ، ويركز على موضوعة جريمة اغتصاب فتاة عراقية من قبل الجنود الأمريكان.

نقول ان موضوعة فيلم بالما تدحض وجهة النظر التي تعزو فشل هذه الأفلام الى استيفاء التغطيات الإعلامية لكل تفاصيل الحرب.وهناك وجهة نظر اخرى حظيت بإجماع صناع السينما والدارسين وترى ان هذه الأفلام تهدف الى معارضة حرب ما زالت مستمرة ولا تحظى بالشعبية المطلوبة في اجواء انقسام المجتمع الأمريكي حولها ومبرراتها (وكان ينبغي الانتظار حتى تنتهي)، تماماً مع تجربة السينما في اثناء التورط الأمريكي في فيتنام.فخلال السنوات الأولى لحرب فيتنام لم تنتج هوليوود أفلاماً بالأهمية التي أنتجتها بعد اكثر من عشر سنوات لنهايتها مثل افلام اوليفر ستون ( بلاتون) و(لد في الرابع من تموز) وبعدها بسنوات فيلم مايكل سيمينو (صائد الغزلان) وهال اشبي (عائد الى الوطن) والتي أصبحت شواخص مهمة في تاريخ السينما وليس في تاريخ أفلام الحرب فقط .

واذا كانت أفلام الحرب في فيتنام قد تخللتها أفلام أخذت جانب دعم أمريكا في حربها مثل فيلم (كوماندوس في فيتنام) لمارشال طومبسون الذي صور الوجود الأمريكي في فيتنام كمساعد لشعبها ضد الدكتاتورية الحمراء.. وكذلك فيلم جون وين (القبعات الخضر) الذي ووجه بالاستهجان اينما عرض، فان حرب العراق- وربما كان هذا ما يميزها – قد قوبلت بإدانة جماعية من معظم أفلام هوليوود.ففيلم ريداكتد او المنقح الذي استخدم فيه دي بالما أسلوباً وثائقياً في سرد القصة الحقيقية لاغتصاب الفتاة العراقية عام 2006، يدور أيضاً حول احداث حصلت خلال الحرب لم تنل الاهتمام من التغطيات الإخبارية التي بدورها تتعرض للتنقيح، في حين يذهب بول هاغيس في فيلمه (وادي اله) لاستيعاب عواقب الحرب والتعرض للهوة التي تفصل بين الجنود الأمريكيين في العراق وأسرهم .

والعنوان مستل من الكتاب المقدس فـ (وادي اله) هو مكان الواقعة التي واجه فيها النبي داود جالوت وقتله برمية حجر اما المخرج جيك غالنهال في فيلمه (انتهاك) السجون السرية خارج الولايات المتحدة الأمريكية.

في هذا الفيلم استعان هاغيبس بعدد من الممثلين العراقيين منهم الممثل فلاح ابراهيم الذي لعب دور البطولة.السينما البريطانية ومن خلال فيلم (معركة حديثة) للمخرج نيك برومفيلد تدخل المواجهة من خلال تناول الإحداث الدموية التي وقعت في مدينة حديثة نهاية عام 2005 والتي ذهب ضحيتها 24 مدنياً على يد الجنود الأمريكان .وكما حدث في فيتنام كانت الأفلام الوثائقية هي السباقة الى تناول تفاصيل حرب العراق ويكفي ان نشير الى ان جوائز الأوسكار الأخيرة شهدت تنافس 15 فيلماً وثائقياً عن العراق وأفغانستان فضلا عن الأفلام الروائية الأخرى.

وعلى عكس ما هو شائع من استنفاد التغطيات الإخبارية كل أخبار الحرب، فان لصناع هذه الأفلام رأي اخر يقول أنهم يقومون بما فشلت فيه وسائل الإعلام في نقل الحقيقة حيث دي بالما المشهد يقول (ان السلطة الرابعة خذلتنا بصورة مروعة)


المدى

مقالات ـ دراسات ـ نصوص اخرى is powered by Blogspot and Gecko & Fly.
No part of the content or the blog may be reproduced without prior written permission.
First Aid and Health Information at Medical Health